عدوى فيروس الورم الحليمي البشري (بالإنجليزية: Human papillomavirus) أكثر الأمراض المنقولة جنسياً شيوعاً، وهي عدوى فيروسية تؤثر على نمو الغشاء المخاطي في الجلد بصورة تسبب تشكل الزوائد الجلدية وظهور البثور، معظم الأفراد النشطين جنسياً معرضون لخطر الإصابة بها خلال فترة ما في حياتهم.
هناك ما يزيد عن 100 نوع من فيروس الورم الحليمي البشري التي تؤثر على أجزاء مختلفة من الجسم، معظم هذه الأنواع لا يسبب أية مشاكل صحية أو ظهور أية أعراض ، بينما يمكن لبعضها التأثير على الأعضاء التناسلية بما في ذلك الفرج، والمهبل، وعنق الرحم، والقضيب، وكيس الصفن، وكذلك المستقيم والشرج والتسبب في ظهور الثآليل التناسلية. أيضاّ، فإن حوالي 14 نوع من بين هذه الأنواع المختلفة من فيروس الورم الحليمي تعتبر فيروسات عالي الخطورة لأنه يؤدي إلى الإصابة بسرطان عنق الرحم وأنواع أخرى من السرطانات.
نتناول في هذا المقال الحديث عن ماهية فيروس الورم الحليمي البشري وأعراضه، وكيف تنتقل العدوى به بين الأشخاص، وطرق الوقاية واللقاحات المتوفرة.
كيف تنتقل عدوى فيروس HPV ؟
بشكل عام، تنتقل عدوى فيروس الورم الحليمي البشري عن طريق ملامسة جلد الشخص المصاب، معظم الأشخاص تنتقل لهم العدوى أثناء الاتصال الجنسي بكافة أشكاله (الجنس المهبلي أو الشرجي أو الفموي) أو مجرد ملامسة الأعضاء التناسلية للجلد حتى ولو لم يكن يظهر على الشخص المصاب أي علامات أو أعراض.
في حالات قليلة، يمكن للأم الحامل المصابة بفيروس الورم الحليمي البشري نقل العدوى لطفلها أثناء الولادة، يكون الطفل المولود مصاب بحالة تسمى الورام الحليمي التنفسي المتكرر.
اقرأي أيضا: علاقة HPV بسرطان عنق الرحم.
ما هي أعراض عدوى فيروس HPV ؟
في كثير من الأحيان لا يسبب فيروس الورم الحليمي البشري أية أعراض أو علامات أو مشاكل صحية ملحوظة. ولكن في حال حدوثها، فإن أكثر الأعراض شيوعاَ هي ظهور الثآليل التناسلية التي تتراوح في حجمها وشكلها بحيث تظهر على صورة بثور مسطحة أو نتوءات صغيرة صلبة وخشنة تشبه القرنبيط، ذات لون أبيض أو وردي، وعادة ما تتشكل في منطقة الفرج لدى النساء خاصة في عنق الرحم، بينما عند الرجال تتشكل في منطقة القضيب أو كيس الصفن، وقد تظهر أيضًا حول فتحة الشرج وفي الفخذ. كما أن هذه الأعراض قد تظهر بعد أسابيع، أو أشهر، أو سنوات من الإصابة بالفيروس.
ومن الجدير ذكره بأن أنواع فيروس الورم الحليمي التي تسبب الثآليل التناسلية تختلف كلياً عن تلك التي تسبب الإصابة بالسرطان، وبالتالي فإن وجود الثأليل التناسلية لا يعني أنك ستصابين بالسرطان.
للمزيد من المعلومات، يمكنك القراءة هنا: فيروس HPV وسرطان عنق الرحم
ما هي فوائد الفحص الخلوي ومعرفة ان كان هناك عدوى HPV
يمثل الفحص الخلوي أحد أنجح جهود الفحص للطب الحديث. معدلات الوفيات الناجمة عن سرطان عنق الرحم
قد تحسنت بشكل ملحوظ في السكان فحصهم بشكل كاف.
بالمقارنة مع الأيام التي تم فيها إجراء اختبار عنق الرحم سنويًا، أحدث إدخال اختبار فيروس الورم الحليمي البشري مع اختبار عنق الرحم (الاختبار المشترك) ثورة في فحص سرطان عنق الرحم.
أدى هذا الاختبار المركب إلى إجراء اختبارات أقل تواتراً، مع الحفاظ على فوائد العثور على السرطان
أو ما قبل السرطان مع نجاح مشابه أو أفضل في كثير من الأحيان.
إحدى الفوائد الإضافية للمبادئ التوجيهية الأحدث التي تتضمن اختبارًا مشتركًا (اختبار كل من اختبار Pap وHPV) هي عدد أقل من العلاجات غير الضرورية لتشوهات عنق الرحم الخفيفة.
التي يكون احتمال الإصابة بها بالسرطان منخفضًا جدًا. مثل هذه العلاجات يمكن أن تؤدي إلى قلق المريض غير الضروري، والتكاليف الطبية المفرطة،
ومشاكل محتملة مع تضيق عنق الرحم (ندبات عنق الرحم) ومضاعفات الحمل في المستقبل
(ذات الصلة بالولادة المبكرة و / أو التمزق المبكر للأغشية).
اختبارات فيروس HPV لدى النساء
يقوم التشخيص على الفحص البصري في المقام الأول، في حال كانت الثآليل التناسلية مرئية أثناء الفحص، كذلك قد يطلب منك الطبيب إجراء بعض الفحوصات الخاصة بتشخيص الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري و التي تشمل كل من:
اختبار مسحة عنق الرحم وهي عبارة عن اختبار يقوم على جمع عينات من خلايا سطح عنق الرحم والمهبل وفحصها للتأكد من وجود تشوهات خلوية قد تؤدي إلى الإصابة بالسرطان.
اختبار الحمض النووي والذي يتم إجراؤه بهدف الكشف عن أنواع فيروس الورم الحليمي البشري عالية الخطورة، ويوصى به إلى جانب اختبار مسحة عنق الرحم لدى النساء اللواتي يبلغن من العمر 30 عام أو أكبر.
اختبار حمض الأسيتيك (الخل) يلجأ إليه الطبيب للكشف عن وجود الثآليل التناسلية في حال عدم التمكن من رؤيتها أثناء الفحص البصري، حيث تساعد مادة الخل على ظهور هذه النتوءات الجلدية باللون الأبيض بحيث يسهل على الطبيب رؤيتها ومعرفة ماهيتها.
العلاج
معظم حالات الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري تختفي من تلقاء نفسها لذلك لا يوجد علاج للعدوى نفسها وإزالة الفيروس من الجسم. ومع ذلك، قد يصف لك الطبيب الأدوية التي تساعد في علاج الثآليل التناسلية، أو حرقها باستخدام التيار الكهربائي، أو باستخدام تقنية التبريد القائمة على استعمال النيتروجين السائل، أو باستخدام الليزر. ومع هذا فإن علاج الثآليل التناسلية لا يعني التخلص من الفيروس وتبقى هناك احتمالية لعودتها مرة أخرى.
يبقى الفحص الروتيني لفيروس الورم الحليمي البشري والتشييك المستمر مهم لتحديد ورصد وعلاج المشاكل الصحية التي قد تنجم عن الإصابة به.
الوقاية من عدوى فيروس HPV
تشمل التدابير الوقائية التي يمكنها التقليل من فرصة تعرضك لخطر الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري كل مما يلي:
ممارسة الجنس الآمن؛ واستخدام الواقي الذكري بطريقة صحيحة أثناء الممارسة، مع الأخذ بعين الاعتبار أن ذلك لا يوفر حماية كاملة من الإصابة، فقد ينتقل فيروس الورم الحليمي البشري عبر المناطق التي لا يغطيها الواقي الذكري.
أخذ لقاح فيروس الورم الحليمي البشري، حسب توصيات مركز مكافحة الأمراض والأوبئة يوصى بأخذ اللقاح في سن 11-12 سنة حيث يتم إعطاء اللقاح على جرعتين. كذلك يمكن للأفراد من كلا الجنسين والذين تتراوح أعمارهم بين 15-26 سنة من أخذ اللقاح وفقاً لجدول الثلاث جرعات. (اللقاح متوفر في عيادة الدكتور قاسم شهاب)
بالإضافة إلى ذلك، فقد أصبح بإمكان الأشخاص كبار السن والذين تتراوح أعمارهم بين 27 و 45 سنة ولم يتسنى لهم التطعيم من قبل في سن أصغر من تلقي اللقاح. يتم كل ذلك بعد مراجعة الطبيب المعني ومعرفة إمكانية ذلك وحسب حالة الفرد.
الدكتور قاسم شهاب, استشاري جراحة المنظار المتقدمة و جراحة النسائية والتوليد. تخصص دقيق في علاج السلس البولي والتهبيطات النسائية
مستشفى العبدلي, البوليفارد, الطابق 24
عمان-الاردن
للحجز والاستفسار
References:
Genital HPV Infection - Fact Sheet, retrieved on 7/2/2020 from : https://www.cdc.gov/std/hpv/stdfact-hpv.htm
Everything you Need to Know About Human Papillomavirus Infection, retrieved on 7/2/2020 from : https://www.healthline.com/health/human-papillomavirus-infection
What is human papillomavirus (HPV)?, retrieved on 7/2/2020 from : https://www.medicalnewstoday.com/articles/246670.php
HPV (Human Papillomavirus), retrieved on 7/2/2020 from : https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/11901-hpv-human-papilloma-virus
Kommentare