تواجه العديد من النساء في سن الأربعين ويمكن قبل ذلك في منتصف الثلاثينات مرحلة ما حول انقطاع الطمث
(بالإنجليزية: Perimenopause) أو ما تعرف باسم المرحلة الانتقالية قبل انقطاع الطمث، خلال هذه الفترة الزمنية يمر الجسم بالعديد من التغيرات الهرمونية لا سيما التغير في مستوى هرمون الاستروجين، حيث تمتاز هذه المرحلة بانخفاض مستوى هرمون الاستروجين، وهو الهرمون الأنثوي الرئيسي الذي تطلقه المبايض، كما يمكن لمستوى هرمون الاستروجين أن برتفع أو ينخفض بشكل متقطع وغير متساو خلال هذه الفترة والذي بدوره يسبب عدم انتظام الدورة الشهرية واختلاف مدتها وغيرها من الأعراض حتى حدوث انقطاع الطمث في النهاية؛ وهي النقطة التي تفقد فيها المبايض قدرتها على إنتاج بويضة جاهزة للإخصاب. يختلف طول هذه الفترة بشكل كبير بين إمرأة وأخرى؛ فقد تتراوح في المتوسط بين 3-4 سنوات قبل دخول المراة سن اليأس وانقطاع الطمث لديها، بينما بالنسبة لبعض النساء، فقد تستمر هذه المرحلة بضعة أشهر فقط أو قد تمتد إلى 10 سنوات، وتنتهي بعد مرور 12 شهر على المرأة دون وجود دورة شهرية.
هل يمكن الحمل خلال فترة ما حول انقطاع الطمث؟
نعم! من الممكن حدوث الحمل خلال فترة ما حول انقطاع الطمث، على الرغم من انخفاض الخصوبة والقدرة على الإنجاب خلال هذه المرحلة نتيجة فقدان المبايض وظيفتها الأساسية وهي التبويض بحيث يصبح من الصعب حدوثه شهرياً وبشكل منتظم، وبالتالي الحصول على دورات شهرية غير منتظمة قد تطول مدتها أو تقصر، أو تغيب عدة شهور ثم تأتي، أو العكس بحيث تقترب فترات الحيض من بعضها فتأتي مرتين شهرياً ولكن يبقى هناك إمكانية لحدوث الحمل تستوجب استخدام أخذ موانع الحمل في حال عدم الرغبة في حدوثه.
ما هي أعراض مرحلة ما حول انقطاع الطمث ؟
خلال الفترة الأخيرة في مرحلة ما قبل انقطاع الطمث، أي يمكننا القول قبل 1-2 سنة من حدوث انقطاع الطمث الفعلي، يزداد الانخفاض في مستوى هرمون الاستروجين بشكل يصاحبه ظهور العديد من الأعراض بشكل مختلف بين النساء بما في ذلك:
فترات الحيض غير المنتظمة، وهي أول الأعراض التي يمكن ملاحظتها.
الهبات الساخنة والتعرق الليلي : يعاني ما يقارب 35-50 % من النساء خلال مرحلة ما حول انقطاع الطمث من التعرض إلى موجات مفاجئة من ارتفاع حرارة الجسم، والاحمرار، والتعرق لا سيما خلال الليل وكذلك في النهار. تظهر بدرجات مختلفة بين النساء تتراوح بين الشعور بالدفء وتصل إلى البلل، وعادة ما تبدأ في فروة الرأس، والوجه، والرقبة، والصدر. في معظم الأحيان تستمر هذه الهبات الساخنة لمدة سنة أو سنتين حتى بعد انقطاع الطمث.
جفاف المهبل، ويحدث ذلك نتيجة انخفاض مستوى هرمون الاستروجين الذي يلعب دور رئيسي في الحفاظ على رطوبة ومرونة الأنسجة المهبلية، بحيث تصبح أكثر رقة وجفافاً مما يسبب حدوث الحكة والتهيج في المنطقة، أيضاّ يزداد الأمر سوءاً بعد انقطاع الطمث وقد يصبح مصدر للشعور بالألم أثناء الجماع وحدوث مشاكل في العلاقة الجنسية مثل غياب الإثارة الجنسية أو المتعة الجنسية بين الزوجين.
نزيف شديد، وذلك نتيجة انخفاض مستوى هرمون البروجسترون المسؤول عن تنظيم نمو بطانة الرحم، بحيث تصبح بطانة الرحم أكثر سمكاً وبالتالي حدوث فترات حيض ثقيلة جداً.
اضطراب النوم، ربطت العديد من الدراسات بين التعرق الليلي واضطراب النوم.
التغيرات المزاجية بما في ذلك العصبية الزائدة، والاكتئاب، وصعوبة في التركيز.
السلس البولي والشعور بوجود حاجة ملحة للتبول على الرغم من تمرير كمية قليلة من البول في كل مرة دخول إلى الحمام.
اقرأي المزيد: الزنجبيل للحامل؛ هل هو آمن؟
هل أعراض مرحلة ما حول انقطاع الطمث تدعو للقلق؟ ومتى ينصح بمراجعة الطبيب؟
من الطبيعي خلال هذه الفترة حدوث فترات الحيض غير المنتظمة، ومع ذلك ينصح الدكتور قاسم شهاب بضرورة مراجعة الطبيب في حال واجهت كل مما يلي:
الدورة الشهرية كثيفة جداً مع وجود الكتل الدموية.
فترة الحيض طويلة جداً على غير المعتاد.
النزف المهبلي (Spotting) بعد ممارسة العلاقة الجنسية.
فترات الحيض المتقاربة من بعضها البعض (مدة الدورة الشهرية أقل من 28 يوم أو أقل من المعتاد) أو النزف المهبلي (Spotting) بين فترات الحيض الشهرية.
ما هي العلاجات التي تساعد في تخفيف أعراض مرحلة ما حول انقطاع الطمث؟
العلاج الهرموني، تساعد حبوب منع الحمل منخفضة الجرعة العديد من النساء في الحصول على الراحة وتخفيف الهبات الساخنة، وتنظم فترات الحيض، وكوسيلة لمنع الحمل في حال عدم وجود مانع من استخدامها.
الاستروجين الموضعي ويأتي على صورة كريم أو جل أو حلقة مهبلية يساعد في تخفيف جفاف المهبل، وكذلك يمكن استخدام المزلقات المهبلية ذات القوام المائي التي تساعد في زيادة الرطوبة المهبلية وتقليل الألم أثناء الجماع.
النساء اللواتي يعانين من الهبات الساخن الشديدة ولا يرغبن في تناول العلاج الهرموني أو في حال عدم القدرة على تناوله لأسباب صحية، يمكنهن تخفيف ذلك من خلال تناول من مضادات الاكتئاب الحديثة مثل (فينلافاكسين) أو مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (SSRIs) مثل (فلوكستين أو باروكسيتين)، أو أدوية الصرع مثل (جابابنتين).
بالإضافة إلى ما سبق، تساعد بعض الطرق الوقائية في تخفيف أعراض مرحلة ما حول انقطاع الطمث ومنها:
اتباع نظام غذائي صحي للحفاظ على الوزن ضمن المعدل الموصى به.
تجنب التدخين.
الحرص على ممارسة التمارين الرياضية وزيادة النشاط البدني.
الحصول على ما يكفي من الكالسيوم ضمن نظامك الغذائي اليومي بحيث يتضمن المصادر الغنية بالكالسيوم.
تنظيم النوم، والحرص على النوم بشكل كافي.
الدكتور قاسم شهاب, استشارس امراض النسائية والتوليد,
الزمالة البريطانية. جراحة المنظار المتقدمة
References:
Perimenopause: Rocky road to menopause, Retrieved on the first of 23th November, 2019. From, https://www.health.harvard.edu/womens-health/perimenopause-rocky-road-to-menopause
Menopause, Perimenopause and Postmenopause, Retrieved on the first of 23th November, 2019. From, https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/15224-menopause-perimenopause-and-postmenopause
Perimenopause, Retrieved on the first of 23th November, 2019. From, https://www.webmd.com/menopause/guide/guide-perimenopause#2
Comments